كما كان متوقعا من الجانب المغربي، لم يحقق اجتماع اللجنة المشتركة المغربية الاسبانية، بخصوص الحدود البرية، ما حاولت الترويج له بعض المنابر الاسبانية، خاصة السبتية و المليلية، بل والضغط بطريقة غير مباشرة ، لاجل اعادة “فوضى” المعابر.
الاجتماع الرفيع المستوى الذي احتضنته مدريد يوم الثلاثاء وحضره مسؤولون مغاربة في الجمارك ، الداخلية و الخارجية ، الى جانب نظرائهم الاسبان ، كان يهدف لتقييم مرور ثلاث اسابيع من فتح المعابر ، وكذلك الحديث عن المرحلة الثالثة من وضعية الحدود.
وكانت عدة منابر اسبانية قد روجت خلال الايام الاخيرة لهذا الاجتماع ، متحدثة عن انه سيتخذ قرار فتح المعبرين امام الجميع ، دونما حاجة للتأشيرة بالنسبة لسكان المناطق المجاورة، وكذا عودة تداولات السلع عبرها، في اشارة ضمنية لعودة التهريب مجددا، ولو بغلاف انشاء مكاتب جمركية.
الطرف المغربي المشارك في الاجتماع، كان قد اشار في تصريحات قبيل ذلك، الى انه لا وجود حاليا لمرحلة ثالثة لفتح المعابر، وان هناك تقييم للوضع الحالي، مع استعدادات لانجاح عملية العبور، بعد اعتماد بوابتا سبتة ومليلية كنقطتي عبور للجالية ضمن عملية مرحبا.
واضاف مسؤول مغربي، ان عودة تداول السلع امر غير وارد حاليا ، وان قوانين العبور واضحة بالنسبة للمسافرين، مؤكدا على وجود “تساهلات” بخصوص عبور بعض المقتنيات الشخصية ، والمستلزمات المسموح بها قانونيا، دون ان تكون لها صبغة تجارية، محذرا بشدة من اي تفكير في استغلال ذلك لاجل التهريب.
وبخصوص عودة المرور لطبيعته السابقة، كشف مسؤولون مغاربة و اسبان، عن كون المتفق عليه،هو اعادة الفتح التدريجي، وان المرحلتين الاولتين تمتا بشكل جيد، وانهم بصدد حل مشاكل العمال بين الحدود، وهو امر يتطلب بعض الوقت، خاصة في ظل اصرار الكثير منهم على الدخول والعودة للعمل،وهو ما قد يؤخر اتخاذ اي قرار اخر حاليا.
وعلى مستوى عودة دخول حاملي جوازات السفر للمناطق المجاورة لسبتة ومليلية، خاصة سمان نطوان و الناظور ، فإن التفكير لازال مستمرا بهذا الخصوص، و قد يتأخر تنفيذها بعض الوقت، لعدة عوامل، من بينها مشكل العمال بينالحدود، عملية مرحبا، اضافة للمكاتب الجمركية، لتفادي اي عودة غير مرغوبة للتهريب مجددا.
وارتباطا بذلك، طالب مسؤولون اسبان بالثغرين،بضرورة منح مزيد من التسهيلات للعابرين، والسماح لهم بالتبضع لاجل انعاش اقتصاد المدينتين ، خاصة في ظل الازمة الحالية، وهو ما اكدت مصادر مغربية، انها ستتعامل معه بايجابية، لكن بعيدا عن الفوضى التي كانت تسود قبل ذلك، وان اي استغلال لذلك”التساهل” في التهريب، سيواجه بحزم وجدية.