أصدرت إسبانيا طابع بريدي بمناسبة مرور ألف عام على وفاة الحاجب المنصور بن أبي عامر في عام 2002م وكانت وفاته عام 1002م.

فمن هو هذا الحاجب المنصور ؟
هذا القائد العظيم لم يُهزم في معركة قط و الرجل فرحت أوروبا كلها بموته.
يتحدث عنه التاريخ فيقول : حين مات القائد الحاجب المنصور فرحت بخبر موته كل أوروبا وبلاد الفرنج، حتى جاء القائد الفونسو الى قبره و نصب على قبره خيمة كبيره فيها سرير من الذهب، جلس عليه ومعه زوجته .
وقال : أما ترون اني اليوم قد ملكت بلاد المسلمين والعرب، وجلست على قبر أكبر قادتهم .
فقال أحد الموجودين :والله لو تنفس صاحب هذا القبر لما ترك فينا واحداً على قيد الحياة ولا استقر لنا قرار.
فغضب الفونسو وقام يسحب سيفه على المتحدث حتى مسكت زوجته ذراعه وقالت :صدق المتحدث ..أيفخر مثلنا بالنوم فوق قبره !!
والله إن هذا ليزيده شرفاً حتى بموته لا نستطيع هزيمته،
والتاريخ يسجل انتصاراً آخر له وهو ميت، فقبحًا لما صنعنا وهنيئًا له النوم تحت عرش الملوك .
الحاجب المنصور (محمد بن أبي عامر العامري) ولد سنه 326 هجرية بجنوب الأندلس , دخل متطوعًا في جيش المسلمين وأصبح قائد الشرطة في قرطبة لشجاعته ثم أصبح مستشار لحكام الأندلس لفطنته ثم أميرًا للأندلس وقائدَا للجيوش حيث خاض بالجيوش الإسلامية أكثر من 50 معركة انتصر فيها جميعًا .
ولم تسقط أو تهزم له راية ..وطئت أقدامه أراضي لم تطأها أقدام مسلم من قبل ..
من أكبر انتصاراته غزوة ‘ ليون ‘ حيث تجمعت القوات الأوربية مع جيوش ليون ..فقُتل معظم قادة هذه الدول وأُسر البقية ورفع الأذان للصلاة فيها.
كان يجمع غبار ملابسه بعد كل معركة وبعد كل أرض يفتحها ويرفع الأذان فيها في قارورة، وأوصى أن تُدفن معه لتكون شاهدة له عند الله يوم يٌعرض للحساب ..
كانت بلاد الغرب والفرنجة تكن له العداء الشديد
لكثرة ما قتل من أسيادهم وقادتهم، فقد حاربهم 25سنة مستمرة قتالًا شديدًا لا يستريح أبدَا ولا يدعهم يرتاحون.
كان ينزل من صهوة جواد ليمتطي آخر للحرب ..
كان يدعو الله أن يموت مجاهدًا لا بين غرف القصور ..
وقد مات كما يتمنى إذا وافته المنية وهو في مسيره لغزو فرنسا ..كان عمره حين مات 60 سنة
قضى منها أكثر من 25سنة في الجهاد والفتوحات ..
تصدر إسبانيا طابعاً بمناسبة مرور الف عام على موته قهرا وفرحا ، بينما معظمنا لم يسمع باسمه من قبل!
توفي الحاجب المنصور في 27 رمضان 392 هـ في مدينة سالم وهو عائد من إحدى غزواته على برغش،التي أصيب فيها بجروح، وكان قد أوصى بأن يدفن حيث مات، ومازال ضريحه موجودا ويعرف بضريح الحاجب المنصور.
وقد ترك المنصور من الولد اثنين عبد الملك وعبد الرحمن، غير ابنه عبد الله الذي قتله سنة 380 هـ. وقد ذكر لنا المؤرخون أربع من زوجاته على الأقل، وهن أسماء بنت غالب الناصري، والذلفاء أم ولده عبد الملك وتريسا بنت برمودو الثاني ملك ليون، وأوراكا ابنة سانشو الثاني ملك نافارا التي تزوجها عام 371 هـ، وأسلمت وسمّاها المنصور “عبدة” وهي أم ولده عبد الرحمن.وقد ترك المنصور من المال 54 بيتًا في مدينته الزاهرة، وقد بلغت غزواته التي غزاها بنفسه 57 غزوة،لم يهزم في أحدها قط.
وقد وضعت على قبره رخامة نُقِش عليها الأبيات التالية:
آثاره تنبيك عن أخباره حتى كأنك بالعيان تراه
تالله لا يأتي الزمان بمثله أبدًا ولا يحمي الثغور سواه
