“هل يمكن أن تندلع الحرب بين المغرب والجزائر؟” تساءلت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية فيما إن كان مقتل ثلاثة جزائريين عند المنطقة العازلة بالصحراء المغربية في قصف نسبته الجزائر للمغرب الذي نفى ذلك، أدى إلى تفاقم التوترات.
واعتبرت “لوفيغارو” أن اختيار سعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري منذ عام 2019، ليس غريباً على السنوات الأربع عشرة التي قضاها على الحدود مع المغرب على رأس المنطقة الثالثة العسكرية.
وذكرت الصحيفة الفرنسية على لسان الصحافي المغربي علي المرابط الذي قال إن المغاربة مثل الجزائريين ليس لديهم رغبة في بدء حرب، لكن عندما أفرطنا في تسليح أنفسنا لسنوات عديدة كما فعلوا، فمن الجيد أن نستخدمها ذات يوم”.
فيما يؤكد سياسي جزائري سابق اشترط على الصحيفة عدم الكشف عن هويته، “المغاربة والجزائريون يستعدون للحرب منذ خمسين عاما، في عام 1963، اشتبكوا بالفعل خلال حرب الرمال. الجيش جاهز لكن بدء الحرب يتطلب إرادة سياسية أولا”.
السباق الى التسلح :
وأوضحت “لوفيغارو” أن الجزائر تعد أكبر مشتر للأسلحة في أفريقيا بقيمة 9.7 مليار دولار عام 2020، والمغرب زاد إنفاقه على التسلح بأكثر من 30% في 2020 مقارنة بعام 2019؛ ويمثل البلدان معاً أكثر من 60% من مشتريات الأسلحة في أفريقيا.
وأضافت الصحيفة أن سباق التسلح أذكى، بحسب معهد سيبري للدراسات الاستراتيجية، التوترات حول الصحراء المغربية؛ موضحة أنه إذا كان لدى الجيشين المغربي والجزائري نفس العدد تقريبا من الرجال، أكثر أو أقل من 15 ألفاً، فمن الصعب المقارنة، نظرا لاختلاف أدائهم واستراتيجياتهم ومستوى التدريب أو المجالات التي يجب الدفاع عنها؛ “في القوة الجوية، قواتهما متساوية تقريبا. لكن الجيوش البرية لا يمكن مقارنتها بأي حال من الأحوال، كما يوضح أكرم خريف، متخصص الأسلحة. فعلى سبيل المثال فيما يخص الجيل الجديد من الدبابات: يوجد في المغرب 380 دبابة، مقابل نحو 2000 دبابة في الجزائر.
جبهات الحرب:
وزادت “لوفيغارو” مشيرة إلى أن العديد من المحللين المغاربة والجزائريين يتفقون على أنه إذا كانت هناك حرب فإنها ستشن على جبهتين على الأقل، جنوبية وشمالية، “إذا اندلعت الأعمال العدائية في الجنوب (على الحدود مع الصحراء المغربية) فإن المغرب، الذي لا يضاهي الحرب على أرض مسطحة ومفتوحة، سيضطر إلى تصدير الحرب إلى مكان آخر، على سبيل المثال من خلال استهداف المراكز الحضرية أو محطات النفط في الغرب الجزائري”، كما تنقل الصحيفة عن متخصص جزائري في القضايا الأمنية.
وتابعت بأن هذا هو السبب في أن خطر الحرب المعممة يجب أن يؤخذ على محمل الجد، لكن الجزائريين الذين يستعدون لهذا السيناريو هم في هذه الحالة يستهدفون مراكز صنع القرار العسكري والسياسي في المغرب نتيجة لذلك، ستكون أيضا حربا محدودة الوقت”، وفق الخبير الأمني الجزائري.
ولفتت “لوفيغارو” إلى المعلومات التي كشف عنها موقع “أفريقا أنتلجنس” في وقت سابق، والتي تفيد بأن الرباط تخطط لتصنيع طائرات بدون طيار بالتعاون مع شركة BlueBird Aero Systems التابعة لمجموعة الصناعات الإسرائيلية (IAI).
ويعترف الخبير الأمني الجزائري أنه “في حالة نشوب حرب عامة، يمكن للإسرائيليين مساعدة المغاربة في استهداف منشآت النفط أو الغاز أو تنفيذ ضربات أخرى من هذا القبيل”. والجزائريون، من جانبهم، بإمكانهم الاعتماد على روسيا، المورد الرئيسي للأسلحة إلى بلدهم.
