العمال الحدودين في سبتة المحتلة: بين السندان و المطرقة

حتى 13 مارس 2020، عندما أغلق المغرب التاراجال أمام تقدم الوباء، كانت حياتهم بين دخول و خروج الحدود البرية لسبتة المحتلة . يعبر هؤلاء العمال عبر الحدود كل صباح للعمل، ويعودون إلى المغرب مع أسرهم في نهاية يومهم.

لكنهم لم يستطيعوا فعل ذلك منذ عام ونصف، ومنذ ذلك الحين لا يستطيعون رؤية أسرهم إذا لم يرغبوا في فقدان وظائفهم وهم على جانب الحدود فقط: في سبتة .

“إننا نمر بحالة لا إنسانية ليس بسبب أرباب عملنا الذين يعاملوننا كأحد من أسرهم، بل لحقوقنا. نحن محاصرون، ليس لدينا الحق في أي شيء. حمداً لله أننا نعمل ولدينا راتب لدعم عائلاتنا في المغرب ، لكننا لم نراهم منذ عام ونصف نحن نفتقدهم كثيراً لكن لا نستطيع رؤيتهم أو معانقتهم لأننا لا نستطيع الانتقال من هنا؛ هذا ما يؤكد حسن أحد العمال الحدودين العالقين بسبتة.

وقال محسن، بينما يظهر صورة لابنه التي ترافقه كل يوم “من أجله أنا هنا، لأعمل وأرسل المال إلى ابني وزوجتي، ليس من أجل شيء آخر. لقد أتيت من أجله، وما زلت هنا أعاني من أجله”،

وصلت رشيدة إلى سبتة عندما كانت في الخامسة والعشرين وفي السنوات الأولى كانت تعتني بسيدتين،بالنسبة لرشيدة والدتها هي حياتها. «إنها مريضة وذهبت في نهاية كل أسبوع لزيارتها. اضطررت للذهاب إلى طنجة ثم ركوب القطار إلى قريتي. لكن الآن لا أستطيع رؤيتها أقول لها دائما أنه لم يتبق سوى القليل لرؤية بعضنا البعض لأنني لا أريدها أن تراني أعاني أو أن تعرف أنني أواجه صعوبة».

في سن الـ 46 تعمل لكبيرة لدى أسرة بسبتة، “أحب الطبخ والعائلة التي أعمل لحسابها منذ عام 2012 يحبون طبخي وأنا سعيدة بعملي”. توفر لكبيرة من راتبها الذي يقارب ل 500 يورو لإرسال المال إلى أسرتها من مكتب البريد إنها الإبنة والمعيلة الوحيدة لأمها حدوم وابنها محمد.