وافقت حكومة بيدرو سانشيز، الثلاثاء، على توسيع نطاق الاستفادة من إعانات البطالة وفقدان الشغل لتشمل “العمال العابرين للحدود”؛ وهي الصفة التي يحملها المئات من المغاربة الذين يدخلون إلى ثغري سبتة ومليلية المحتلتين من أجل العمل دون حق المبيت، حيث يغادرون الثغرين مع نهاية الدوام.
وذكرت وسائل إعلام إسبانية أن هذه الفئة ستتمكّن، بموجب الإجراءات الحكومية الجديدة للحكومة الإسبانية، من الوصول إلى الدعم الذي تم رفع مبلغه من 480 إلى 570 يورو للأشهر الستة الأولى بعد تقديم الطلب؛ فضلا عن الاستفادة من خدمات نظام التشغيل الوطني الإسباني، على غرار باقي الأجراء.
وتمثّل العاملات المنزليات غالبية العمال المغاربة المشتغلين بسبتة ومليلية المحتلتين، وهي فئة كانت موضوع تقارير إعلامية إسبانية عديدة وبلاغات لتنظيمات نقابية مغربية نبّهت إلى تعرّضهن إلى “انتهاك الحقوق”.
وفي تعليقها عن هذا الإجراء الحكومي، قالت يولاندا دياز، النائبة الثانية لرئيس الحكومة الإسبانية ووزيرة الشغل، في ندوة صحافية عُقدت بعد انتهاء أشغال مجلس الوزراء، إنه “إصلاح عظيم” ذو طابع “نسوي بشكل خاص”؛ لأن 56 في المائة من الأشخاص الذين يستفيدون منه هم من النساء، مضيفة: “نحن حكومة تدافع عن العمال وتحميهم وندير شؤونهم بشكل أفضل”.
ويأتي هذا الإصلاح، المقترح في مارس من السنة الماضية، في إطار خطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة للثغرين المحتلين، والتي خصصت لها ما يزيد عن 711 مليون يورو لما بين 2023 و2026.
ويستهدف هذا الإصلاح، بالأساس، العاملات اللواتي يقمن بالأعمال المنزلية، بهدف صون حقوقهن وحمايتهن من البطالة، لاسيما اللواتي اشتركن بالفعل في صندوق الضمان الاجتماعي بالمدينتين؛ وهي الفئة التي اعتبرت الوزيرة الوصية على القطاع، في تصريح سابق، أنه “من العدل ضمان إعانة البطالة للأشخاص الذين يعملون ويدفعون مساهمات في صندوق الضمان الاجتماعي”.
وكانت دياز، التي تشغل أيضا النائبة الثانية لرئيس الحكومة، قالت، في تغريدة نشرتها على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي “إكس”، إن هذا الإصلاح “سيعود بالنفع بشكل خاص على عاملات المنازل اللواتي ينتقلن من المغرب كل يوم للعمل في سبتة ومليلية”.
وإلى غاية سنة 2020، قبل تفشي جائحة كوفيد-19، كان بمدينتي سبتة ومليلية حوالي 4 آلاف عامل مغربي عابر للحدود مسجلين في الضمان الاجتماعي.
أما في الوقت الحالي، فأشارت معطيات سلطات المدينتين إلى أن هناك 350 عاملا عابرا للحدود مع تصريح ساري المفعول في الضمان الاجتماعي بمليلية، و195 آخرين قيد التسجيل؛ من بينهم 305 من العاملات المنزليات، بينما هناك حوالي 700 عامل في مدينة سبتة، 90 في المائة منهم عاملات منزليات.