توقع رئيس الحكومة المحلية لمدينة سبتة، خوان فيفاس، أن تبدأ الحكومة المركزية الإسبانية مخططها الاستراتيجي الخاص بها وبشقيقتها مدينة مليلية بعد موسم الصيف، في إشارة إلى البدائل المتوقع خلقها نتيجة إصرار المغرب على إغلاق حدوده البرية مع المدينتين وقطع كل صلاته التجارية بهما، موردا، خلال لقاء مع التلفزيون المحلي اليوم الجمعة، أن مدينته كانت هي معترك “التحدي” بين الرباط ومدريد وأنها كانت أن تنهار بسبب ذلك.

وقال فيفاس إن المغرب “تحدى” إسبانيا والاتحاد الأوروبي عبر سبتة، وذلك عندما قرر فسح المجال للمهاجرين غير النظاميين الذين دخلوا المدينة الشهر الماضي، مضيفا “لقد كانت سبتة على وشك السقوط إلى الهاوية”، مرجعا الفضل في “محاصرة” الأزمة لـ”النضج” الذي أظهره السكان المحليون، مبرزا أن مدريد تعد حاليا مخططا استرتيجيا لتجاوز الأزمة من المتوقع أن يكشف النقاب عن تفاصيله بعد فصل الصيف.

وتوقع رئيس حكومة المدينة المتمتعة بحكم ذاتي أن يكون على رأس القرارات التي ستتخذها حكومة بيدرو سانشيز، إلغاء النظام الاستثنائي المعمول به مع سكان إقليمي الناظور وتطوان، الذي يسمح لهما بدخول مليلية وسبتة تواليا دون الحاجة إلى تأشيرة، إلى جانب إتمام الدخول في نظام “شينغن” الأوروبي وفي النظام الجمركي الموحد مع احتفاظ مدينتيه بنظاميها المالي والاقتصادي الذي وصفه بأنه “الأفضل في أوروبا”، بالإضافة إلى تحسين جودة الخدمات العمومية والتركيز على قطاعات السياحة والبيئة والاقتصاد الأخضر.
وأبدى فيفاس تفاؤلا بخصوص المستقبل، على اعتبار أن الأزمة الحالية قد تخلق فرصا مهمة في نهاية المطاف، لكنه يرى أن المدينة لا زالت تعاني حاليا من تبعات الإغلاق الحدودي ثم من مخلفات ما جرى يومي 17 و18 ماي، وتحديدا اضطرارها لرعاية عدد كبير من القاصرين مسجلا أن عددهم الآن يبلغ 1128 وهو رقم لا يمكن للمدينة تحمله حيث لا تستطيع استقبال أكثر من 500 قاصر كحد أقصى، وأضاف “في يوم واحد دخل إلى المدينة عُشر المهاجرين غير النظاميين القاصرين الموجودين في كل إسبانيا”.