العمال المرخص لهم يعلقون آمالهم على حكومة عزيز أخنوش لفتح معابر سبتة و مليلية

تغالب فاطمة الزهراء ذات الـ50 سنة دموعها وهي تروي تفاصيل ما آلت إليه حياتها وما تكابده من فاقت وعوز بعد إغلاق باب سبتة في مارس سنة 2021، ومعه أبواب الرزق في وجها بمعية آلاف آخرين من المغاربة العاملين في المدينة المحتلة.

مصاريف وديون 

ولم تعد تجد فاطمة التي كانت تعمل مساعدة منزلية، قبل بداية أزمة تفشي فيروس كورونا، ما تسد به رمق العيش هي وأسرتها، وتواجه به تراكم مصاريف الكراء، وفواتير الماء والكهرباء، سوى تعويض بسيط تتلقاه نظير عملها عاملة في مؤسسة الإنعاش الوطني اضطرت معه إلى مغادرة المنزل الذي كانت تكتريه بأحد الأحياء الشعبية بمدينة الفنيدق، واللجوء إلى منزل والدتها. 

تقول فاطمة “علينا مصاريف كثيرة وما عندنا حتى ما ناكلوا ونشربو، وبعنا حوايجنا، والله اللي عالم علينا، ما بقى لنا غير الرحمة ديال الله”.

ووجهت المتحدثة ذاتها نداء للملك محمد السادس والمسؤولين بالعمل على إعادة فتح معبر سبتة في وجه حركة التنقل لاستئناف عملها.

وتعلق فاطمة، إلى جانب آلاف العمال المغاربة في مدينة سبتة الذين ضاقت به بهم الدنيا بما رحبت، بعد إغلاق معبر سبتة في مارس من سنة 2020، بسبب الجائحة، ممن وجدوا أنفسهم عاطلين عن العمل، آمالا كثيرة على تشكيل الحكومة الجديدة وإعادة فتح الحدود المغلقة. 

مساع حثيثة

وضع، دفع نقابة العمال والعاملات المغاربة المرخص لهم بسبتة، إلى طرق كل الأبواب الممكنة ضمن مساعيها الحثيثة من أجل تسريع عملية إعادة فتح الحدود الموصدة إلى إطلاق عريضة لجمع توقيعات المتضررين، وإيداعها، منتصف شهر شتنبر الماضي، في الديوان الملكي، بالرباط.

وناشد 3 آلاف و600 من العمال الموقعون على العريضة ـ يتوفر “طنجاوي” على نسخة منها ـ  الملك محمد السادس من أجل فتح الحدود المغلقة مع مدينة سبتة المحتلة، قصد عودتهم إلى أعمالهم بعد أزيد من سنة ونصف من المعاناة. 

وقبل ذلك، وجه العمال المتضررون من إغلاق الحدود البرية بين المغرب ومدينتي سبتة ومليلية المحتلتين مراسلتين إلى كل من رئيس الحكومة المنتهية ولايته سعد الدين العثماني، ورئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز، ـ يتوفر “طنجاوي” على نسختين منهما ـ للمطالبة بتسوية وضعيتهم في ظل استمرار إغلاق الحدود.

وفي السياق ذاته، التقى شكيب مروان الكاتب العام لنقابة العمال والعاملات المغاربة المرخص لهم بسبتة، يوم 17 شتنبر الماضي، ميلودي موخاريق، الأمين العام لنقابة الاتحاد المغربي للشغل، حيث وعد هذا الأخير بالعمل مع حكومة عزيز أخنوش، من أجل إيجاد حل سريع ونهائي لأزمة العمال المغاربة القانونيين بسبتة.

ووعد موخاريق ببدء التواصل مع رئيس الحكومة المعين، بعد تشكيل حكومته، من أجل جعل ملف عمال سبتة المحتلة في أولوية الملفات لدى الحكومة الجديدة.

وقال مروان في تصريح لـ”طنجاوي” إن النقابة ناضلت طيلة سنة ونصف تقريبا.

وأضاف أن السبب المباشر لإغلاق المعبرين الحدوديين لسبتة ومليلية هو تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد.

وكشف أن عددا من المسؤولين المغاربة محليا، ومركزيا، أبلغوه بكون هذا الملف سيادي، مستدلا على ذلك بما قاله الملك في خطاب 20 غشت الماضي.

مروان: حكومة العثماني فاشلة !

وسجل المتحدث ذاته تجاوب السلطات المحلية في شخص والي جهة محمد مهيدية والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، وعامل عمالة المضيق الفنيدق ياسين جاري، من خلال عقد سلسلة من الاجتماعات بحث الحلول الممكنة لآلاف الأسر التي يعمل أربابها بالمدينة المحتلة، ومنها المساعدات العينية للأسر قبل أن تنزل الدولة بكل ثقلها من أجل إنجاز مشاريع اقتصادية ومنها معامل ومصانع والمنطقة الحرة التي سترى النور في أفق الأشهر القليلة المقبلة، والتي من شأنها أن توفر مناصب شغل هامة للعاملين في التهريب المعيشي.

ووصف مروان الحكومة السابقة بـ”الفاشلة” في تعاطيها مع هذا الملف باستثناء وزارة الداخلية التي قدمت حلولا وإن كانت “ترقيعية” إلا أنها أبدت تجاوبا وتفاعلا مع الملف.

وتابع أنه من هذه الحلول إدماج بعض النساء من العاملات بشكل قانوني بمدينة سبتة في الإنعاش الوطني حيث يستفدن من تعويض شهري قدره 1800 درهم، إلى جانب إدماج بعض النساء ضمن وحدات صناعية.

ودعا الحكومة الجديدة إلى أن يكون ملف إعادة فتح الحدود البرية بين مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين من ضمن أولوياته، لاسيما بعد تحسن الحالة الوبائية لجائحة فيروس كورونا.