يرتقب أن يلتقي ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، غداً الإثنين بباريس، بنظيره الفرنسي جان إيف لودريان.
وذكرت مصادر مطلعة أن هذا اللقاء يرتقبُ أن يبحث العلاقات الثنائية بين الرباط وباريس، وعددا من الملفات الإقليمية والدولية.
وسيكون ملف الصحراء المغربية على طاولة مباحثات وزير الخارجية المغربية ونظيره الفرنسي باعتبار باريس عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي؛ إذ يرتقب أن تركز المحادثات على الخلاف القائم حول تعيين مبعوث أممي جديد إلى الصحراء.
وفشل الأمين العام للأمم المتحدة في إيجاد مرشح يحظى بموافقة أطراف النزاع، بعد استقالة هورست كولر من منصبه منذ أزيد من سنتين. وكشف أنطونيو غوتيريش أنه اقترح 13 اسما لهذا المنصب لكنها لم تحصل على موافقة من الأطراف، داعيا إلى ضرورة “استئناف الحوار السياسي وأن يقبل الطرفان مبعوثا جديدا”.
وكان آخر اسم جرى تداوله لشغل المنصب الأممي هو الإيطالي من أصول سويدية دي ميستورا، الذي تداولت وسائل إعلام أجنبية اسمه بقوة لتولي تدبير النزاع، وقالت الجبهة الانفصالية إن المغرب رفضه رسميا، لكن مصدرا دبلوماسيا مغربيا نفى في تصريح سابق صحة هذه المزاعم.
أما النقطة الثالثة المرتقب مناقشتها بين بوريطة ولودريان فتتعلق بالأزمة الإسبانية المستمرة بين الرباط ومدريد، إذ تتابع فرنسا منذ بداية هذا التوتر تداعيات الأزمة على القارة الأوروبية.
ويمكن أن تلعب فرنسا دوراً محوريا في هذه الأزمة، خصوصا أن وزير الخارجية الإسباني الجديد خوسيه مانويل كان سفيرا في باريس في آخر منصب له، قبل أن يخلف أرانشا غونزاليس لايا؛ وقالت وسائل إعلام إيبيرية بعد تعيينه إن علاقات وزير الخارجية الجديد الوثيقة مع قصر “الإليزيه” ستساعد في حل هذا الخلاف، بالنظر إلى الشراكة الاستثنائية بين المغرب وفرنسا.
ويأتي اللقاء المرتقب بين المغرب وفرنسا في ظل الرسائل الإيجابية التي بعثها وزير الخارجية الإسباني إلى المغرب، في وقت راجت معطيات غير رسمية عن عزمه إجراء زيارة إلى الرباط قريبا، وينتظر الضوء الأخضر من المغرب.
ووصف وزير الخارجية الإسباني الجديد المغرب بـ”الصديق الكبير”، وشدد على ضرورة “العمل مع شركاء وأصدقاء إسبانيا وتعزيز علاقاتها، خاصة مع المغرب”.
وتهتم فرنسا بإيجاد حل للأزمة القائمة بين المغرب وإسبانيا، بالنظر إلى تأثيرها على أوروبا بصفة عامة، خصوصا في ملف الهجرة والشراكة الإستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المغربية التي يمكن أن تتأثر في حالة استمرار الأزمة بين الرباط ومدريد.