لقد ظلت سبتةً و مليلية تدعوان مدريد إلى مزيد من الاهتمام لكن هذه الاخيرة لم تستجب كثيراً، وكان السبب تجنب إزعاج المغرب الذي يعتبر المدينتين أراضي محتلة. وفي غشت 2018، قررت الرباط إغلاق جماركها التجارية مع ميليلة بين عشية وضحاها ودون سابق إنذار.
وكانت هذه الخطوة الأولى في استراتيجية المغرب لتعزيز بنيته التحتية الأساسية، مثل ميناء ناظور، ولكن أيضاً لضغط على المدينتين اقتصادياً. ولم ترد الحكومة الاسبانية علنا على الرغم من الشكاوى التي قدمها رجال الأعمال والسلطات في مليلية .
ثم في أكتوبر 2019، أنهت الرباط التهريب المعيشي في سبتة، وقيدته أيضا في مليلية وأغلقت دخول السمك المغربي إلى المدينة في فبراير 2020، وكان الجواب مرة أخرى صمت مدريد؛ على الأقل علنا.
وأخيرا، أصدرت الرباط قرارا من جانب واحد في مارس من العام الماضي بإغلاق الحدود لوقف الوباء. وقد تفاقمت الأزمة في كلتا المدينتين. واليوم، تشكل شروط إعادة فتح الحدود إحدى أكثر المسائل إلحاحا في العلاقات المتدهورة بين البلدين. وتعتقد إسبانيا أن الرباط تريد فتحها، ولكن جزئياً فقط وبشروط في صالحها.
الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية في المناطق المجاورة لسبتة و مليلية وضغط سكانها تفسر اهتمام المغرب في البحث عن سبل فتح الحدود لكن فقط في إتجاه واحد حيث سيمنع القادمين من اسبانيا الدخول و سيفرض عليهم الدخول عبر مطارات و موانئ المملكة. وترى إسبانيا أن هذه الصيغة لا تخذمها حيث تسمح لسكان المناطق المحيطة بـ ”مواصلة التمتع بخدماتها الاجتماعية“ (الصحة و التعليم المجاني) إضافة لدخول الائمة وغيرهم من الموظفين المغاربة الذين يخذمون إستراتيجية المغرب الرامية لأستعادة المدينة مستقبلا.